توصلت الأطراف المسلحة المتصارعة في العاصمة الليبية طرابلس إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت، في محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية.

وأعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس أنها دعت جميع الأطراف إلى الالتزام بنظام وقف إطلاق النار، وتجنب أي تصريحات أو تحركات من شأنها تصعيد التوتر مجددًا على الأرض.

وأكدت الوزارة في بيان لها بدء نشر "وحدات محايدة" بهدف حفظ الأمن ومنع تجدد الاشتباكات في العاصمة.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الليبية، فقد أصدرت الحكومة تعليمات مباشرة إلى قائد "قوة الردع" عبد الرؤوف كارا، بضرورة وقف الاشتباكات فورًا، والامتثال للقرار القاضي بإدماج قواته ضمن هيكلية وزارة الداخلية.

خلفية التوتر

واندلعت الاشتباكات مساء الثلاثاء بين "اللواء 444" التابع لحكومة الوحدة بقيادة محمود حمزة، و"قوة الردع" التابعة لعبد الرؤوف كارا، وذلك عقب قرار رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بحل التشكيل العسكري التابع لكارا.

وتفاقم الوضع الأمني في طرابلس بعد مواجهات عنيفة اندلعت مساء الإثنين جنوبي المدينة بين "اللواء 444" و"جهاز دعم الاستقرار"، على خلفية مقتل رئيس الجهاز عبد الغني الككلي المعروف بـ"غنيوة".

وأكد مصدر أمني لقناة "الوسط" أن الككلي قُتل داخل مقر "اللواء 444"، وسط غموض حول أسباب وجوده هناك، مرجحًا أنه استُدرج إلى اجتماع

وأسفرت المواجهات عن مقتل 6 أشخاص، وسط قلق من تصاعد العنف مجددًا رغم التوصل إلى التهدئة.

الوضع السياسي العام في ليبيا

تعاني ليبيا منذ سنوات من انقسام سياسي حاد، حيث تتنازع السلطتين التنفيذيتين على الشرعية. الأولى هي حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليًا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس. والثانية هي حكومة مكلفة من مجلس النواب، يرأسها أسامة حماد، وتتخذ من مدينة سرت مقرًا لها بعد أن كانت في بنغازي.

ومنذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011، لم تستطع ليبيا استعادة وحدة مؤسسات الدولة، فيما تستمر النزاعات المسلحة بين المجموعات المرتبطة بالقوى السياسية المتنافسة.

وفي عام 2021، وتحت رعاية الأمم المتحدة، اختار "ملتقى الحوار السياسي الليبي" في جنيف سلطة تنفيذية مؤقتة تتولى قيادة البلاد حتى إجراء انتخابات عامة، إلا أن هذه الانتخابات لم تُجرَ حتى الآن، مما أبقى الوضع الأمني والسياسي هشًا، وساهم في استمرار المواجهات بين الفصائل المسلحة. (İLKHA)